رؤية جديدة لابتكار أعمال فنية مستوحاة من فنون الفسيفساء القديمة في مجال الأشغال الفنية

نوع المستند : مقالات بحثية

المؤلف

کلية التربية الفنية - الكويت

المستخلص

كل فن وليد عصره، وكل عصر ينبع منه أفكار تكون سائدة في زمن معين، فيمثل إنسانية وحاجات وآمال ومطامح الفرد في هذا الزمان. فيواجه عادة فترات التحول والتقلبات الاجتماعية والثقافية والسياسية والدينية من أجل ابداعاته الفنية. فالفن ينبع تارة من الثورة على التقاليد السائدة وتارة أخرى لخدمة الدين أو السياسة أو المجتمع ككل. وهذه الفنون على مر العصور إما أن تكون صنعت لغرض نفعي بحيث صناعتها كان لتؤدي وظيفة ما، أو أنها صنعت لغرض الجانب الجمالي فقط، وأحيانا أخرى كثيرة تكون للغرض النفعي والجمالي في نفس الوقت. يعتبر فن الفسيفساء (Mosaic) احدى هذه الفنون والتي اندرجت تحت الفنون الجميلة الراقية التي صنعها الإنسان ويرجع تاريخه كما قال المؤرخون إلى العصر السومري، حيث وجد أول استخدام للفسيفساء، ثم توالى بعد ذلك في العصور الأخرى مرورا باليوناني والروماني والبيزنطي والإسلامي وغيرها (Pantic, 2018).
ويعرّف الفسيفساء (Mosaic) بأنه نمط أو صورة مصنوعة من قطع صغيرة منتظمة أو غير منتظمة من الحجارة الملونة أو الزجاج أو الخزف مثبتة بجبس أو مادة لاصقة تغطي سطح ما (Fischer,1971). ومصطلح الفسيفساء وصل إلى اللغة العربية من الكلمة ذات الأصل الإغريقي (Psephos) والتي تعني قطع صغيرة من الحجر أو الحصى (الطرشان، ١٩٨٩). والرومان استخدموا كلمة تسرا (Tessera) للإشارة إلى مكعب صغير من الرخام يستخدم في أعمال الفسيفساء (Cheek, 2011). إن فن الفسيفساء منذ نشأته كانت صناعته لغرض نفعي فهو مرتبط ارتباط كبير بالعمارة قديما، حيث كانت تكسى به الأرضيات لزيادة صلابتها وأنه على مدى قرون كان ينظر إليها باعتبارها عمل حرفيين يشتغلون في المعمار

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية